مشاركة المجتمع المحلي في المدرسة

أنشطة لمشاركة المجتمع المحلي في المدرسة School Community Engagement Activities

قد تعرفتم في المقال السابق من قطرة إلى محيط (1) على أهمية التعاون بين المدرسة والمجتمع المحلي وأنواع العلاقات التي تربط المجتمع في المدرسة ومقال من قطرة إلى محيط (2) سيسلط الضوء على أهم الأنشطة التي يمكن لمدارسكم القيام بها لتفعيل مشاركة المجتمع المحلي في المدرسة، وبذلك ستكتمل الصورة لديكم فيما يتعلق بالتعاون والمشاركة بين كل من المدرسة والمجتمع المحلي.

ما هي الأنشطة الخاصة بتفعيل مشاركة المجتمع المحلي في المدرسة؟

من الأنشطة المقترحة لبناء علاقة تبادلية بين مؤسسات المجتمع المحلي والمدرسة والتي من شأنها أن تخدم الكثير من الأسر الموجودة في أي مجتمع محلي لأنهت تخدم ابناءه وطلبته معاً الآتي:

أولًا: أنشطة من المدرسة إلى المهنة

  • التَّمهُّن (Apprenticeship): مفهوم مُنظَم لتدريب القوى العاملة، يهدف إلى إعداد الفرد للحصول أو مزاولة مهنة معينة أو وظيفة ما. ويتألف التمهُّن من نشاطات تدريب أثناء الدراسة، وتتطلب هذه النشاطات شراكة مع المجتمع المحلي ومؤسسات التعليم والتدريب بهدف تضافر الجهود من أجل تصميم المنهاج وتحديد معايير التّمهن لصاحب العمل. هذه البرامج شبيهه بالتدريب المهني؛ إذ يختار الطلاب مهنة معينة يتدربون عليها لفترة محددة ضمن قواعد ومعايير محددة وبعد التخرج يقومون بالعمل في هذه المهنة. وهذا يتطلب أن تكون المدرسة قوية وعلى قدر من المسؤولية من أجل توفير البنية التحتية والأدوات اللازمة لهذه المهنة ومن ناحية توفير المدربين وفرص العمل بعد التخرج.

  • استكشاف فرص العمل الوظيفي (Career and Job Exploration): توعية وإتاحة الفرصة للطلبة لاكتشاف مدى استعدادهم واهتماماتهم واتجاهاتهم  لمهنة أو وظيفة من خلال القيام بأنشطة مُرتبطة بالمهنة أو الوظيفة وهذه الأنشطة تهدف إلى تعريف الطلبة بمجموعة واسعة من الوظائف والمهن المتوفرة في المجتمعات المحيطة، ويتم العمل على توفير الفرص لممارسة مجموعة من المهن والوظائف بواسطة مؤسسات ومشروعات محلية مع ضرورة التقليل من التحديات والعقبات التي قد تواجه الطلبة من خلال توفير بيئة تعلم مناسبة وعادة ما يتم ذلك عن طريق توجيه الطلبة إلى ما يناسبهم من مهن حسب أدائهم الأكاديمي وحسب ميولهم معاً.
  • ملازمة الموظف أثناء تأدية وظيفته (Job Shadowing): تجربة تتضمن أن يقضي الطلبة وقتًا معينًا (ساعات محددة أو يوم عمل كامل) لملاحظة ومشاهدة واحد أو أكثر من الموظفين أثناء تأدية العمل. يوفر هذا النشاط للطلبة فرصة لملاحظة أنواع مختلفة من الوظائف، مما يُساعدهم على المشاركة من خلال تحديد مجال العمل أو المهنة التي يرغبون في الالتحاق بها من خلال الاهتمام بملازمة موظف ما أو صاحب مهنة لعدة ساعات أو أيام يتعرف من خلالها الطلبة على طبيعة المهنة ومسؤولياتها والصعوبات التي تواجههم أثناء العمل، ولا يكون للطلبة أي دور في أداء أي مهمة في العمل.
  • التدريب الداخلي (Internship): تجربة تتيح الفرصة للطلبة للعمل لدى صاحب عمل ما لفترة محددة من الوقت لتعلم مهنة معينة، ويختلف التدريب الداخلي عن ملازمة الموظف (Job Shadowing) في أن للطلبة دور محدد يكلفهم به صاحب العمل ويقومون بتنفيذه ويتلقون تدريبًا وتغذية راجعة على أدائهم.
  • اليوم الوظيفي (Career Day): يوم أو عدة أيام يتم فيها استضافة أصحاب عمل ومِهن مختلفة للتحدث حول مهنتهم ووظائفهم، ويستقبلون أسئلة الطلبة ويجيبون عنها، ويكون هذا اليوم مفتوحًا لجميع المِهن، ويتم دعوة مؤسسات المجتمع المحلي وأصحاب المِهن للمشاركة بالتنسيق والتعاون مع الإدارة المدرسية بهدف تعريف الطلبة بمهنهم ووظائفهم المستقبلية، وهو أشبه بمعرض للمِهن يتجول الطلبة فيه ويستمعون ويوجهون أسئلة لأصحاب المهن والوظائف المختلفة.
  • جولة الضيوف المتحدثين (Guest Speaker Circuit): يتم تنظيم يوم يتم فيه استضافة متحدثين حول مهنة أو وظيفة معينة، إذ يقوم صاحب هذه المهنة بالتحدث داخل الغرفة الصفية )مدة  15 دقيقة( عن مهنته، ومن ثم ينتقل إلى الغرفة التي تليها، ويأتي المتحدث الثاني وهكذا. يتيح هذا البرنامج المجال للطلبة في استعراض عدد من المهن المختلفة بهدف رفع الوعي لدى الطلبة حول المهن.
  • النوادي الصيفية (Summer Clubs): توفير فرص تدريبية للطلبة في الإجازة الصيفية أو في إجازة نصف العام على مهنة معينة من خلال عقد محاضرات للاستفادة أو من خلال توزيع الطلبة على مهن وأعمال مُعينة بالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي، ويمكن أن يكون هناك أكثر من نادي يختص كل منه بمهنة أو وظيفة محددة.

ثانيًا: أنشطة تعزيز الشراكة مع المجتمع المحلي

  • بناء العلاقة والشراكة بين المدرسة والمؤسسات التعليمية في المجتمع المحلي (الجامعات، الكليات) لتزويد المدرسة بالمصادر التعليمية المادية والبشرية لتحسين الجودة التعليمية المقدمة.
  • بناء شراكة بين المدرسة ومؤسسات المجتمع المحلي (الشركات الخاصة، المصانع، المساجد، المتاحف) بهدف تزويد كلا الطرفين (المدرسة والمؤسسات الأخرى) بالدعم اللازم لهما ضمن مجالات مختلفة.

ثالثًا: أنشطة التطوع

  • مشاركة متطوعين من المجتمع المحلي في تقديم برامج تعليمية علاجية وإثرائية ﻟﻼﺳﺘﻔﺎدة منها من قبل الطلبة تَهدُف إلى تحسين تحصيلهم الدراسي وتشجيعهم على التفكير بطرق مختلفة.
  • مُشاركة متطوعين من منظمات ومؤسسات مختلفة من المجتمع المحلي وأولياء الأمور في دعم وتحسين واقع البنية التحتية للمدرسة، مثل المشاركة في طلاء الغرف الصفية وزراعة الحديقة المدرسية.

رابعًا: أنشطة أخرى

  • المشاركة في إعداد الخطط المدرسية.
  • تشجيع الطلبة على المشاركة في البرامج المختلفة التي تنظمها مؤسسات المجتمع المحلي، وذلك بما يتلاءم مع هوايات أبنائهم الطلبة واهتماماتهم.
  • تقديم المساعدات المالية والعينية للمدرسة.
  • اعتماد المدرسة مركزًا للنشاطات الاجتماعية والثقافية للمجتمع.
  • مُشاركة المدرسة في نشاطات المجتمع المحلي التطوعية ومناسباته المختلفة.
  • احتفال المدرسة والمجتمع المحلي بالإنجازات والنجاحات المتبادلة التي يتم تحقيقها بشكل مشترك.
  • دعوة المواطنين الخبراء من المجتمع المحلي للتحدث في مواضيع ذات علاقة بأهداف المدرسة.
  • تكريم أفراد من اولياء الامور والمجتمع المحلي الذين يُساهمون في تقديم الدعم للمدرسة.
  • تنظيم رحلات مدرسية بالتعاون ومشاركة مؤسسات وأفراد من المجتمع المحلي.
  • تنظيم حملات نظافة ضرورية ودورية للبيئة المُحيطة بالمدرسة من قبل أفراد متطوعين من قبل المجتمع المحلي.
  • مشاركة المجتمع المحلي بهدف معرفة وتحديد الحلول المناسبة لمشكلات الطلبة السلوكية والاجتماعية.

أعزاءنا القراء، في نهاية هذا المقال ندعوكم إلى تأمل العبارة الآتية: 

يقول رالف إليسون (Ralph Ellison): ” التعليم هو مجرد بناء جسور.”

هذه العبارة تركز على أن التعليم يهدف إلى تحقيق الترابط والتعاون الحقيقي بين المدرسة وأهالي الطلبة والمجتمع المحلي، كما توضح أنه على جميع المدارس تصويب أوضاعها وإعادة النظر في كل من رؤية ورسالة المدرسة لتصبح مدارس مجتمعية تؤمن بأهمية بتفعيل قنوات التواصل بينها وبين المجتمع المحلي.

المراجع +

الكلمات الدلالية

أحدث المواضيع